انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

قصـــــــة مؤثرة فيها الكثير من العظــــــة والعــــــبرة ؛؛؛؛؛ ؛

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

قصـــــــة مؤثرة فيها الكثير من العظــــــة والعــــــبرة ؛؛؛؛؛ ؛ Empty قصـــــــة مؤثرة فيها الكثير من العظــــــة والعــــــبرة ؛؛؛؛؛ ؛

مُساهمة من طرف marai-j الأربعاء يوليو 21, 2010 11:41 am


ذكر الشيخ خالد الراشد كثيرا...
ويُقال انها قصته الشخصية:لم أكن جاوزت الثلاثين حين أنجبت زوجتي أوّل أبنائي.. ما زلت أذكر تلك الليلة بقيت إلى آخر الليل مع الشّلة في إحدى الاستراحات..كانت سهرة مليئة بالكلام الفارغ..
بل بالغيبة والتعليقات المحرّمة...كنت أناالذي أتولى في الغالب إضحاكهم.. وغيبة الناس.. وهم يضحكون...أذكر ليلتها أنّي أضحكتهم كثيراً.. كنت أمتلك موهبة عجيبة في التقليد.. بإمكاني
تغيير نبرة صوتي حتى تصبح قريبة من الشخص الذي أسخر منه ،أجل كنت أسخر من هذا وذاك،لم يسلم منّي أحد حتى أصحابي.. صار بعض الناس يتجنّبني كي يسلم من لساني أذكر أني تلك الليلة سخرت من أعمى رأيته يتسوّل في السّوق... والأدهى أنّي وضعت قدمي أمامه فتعثّر وسقط يتلفت برأسه لا يدري ما يقول.. وانطلقت ضحكتي تدوي في السّوق..
عدت إلى بيتي متأخراً كالعادة.. وجدت زوجتي في انتظاري.. كانت في حالة يرثى لها.. قالت بصوت متهدج:راشد..أين كنتَ؟ قلت ساخراً:في المريخ..
عند أصحابي بالطبع..كان الإعياء ظاهراً عليها
قالت والعبرة تخنقها: راشد… أنا تعبة جداً ..
الظاهر أن موعد ولادتي صار وشيكا..سقطت دمعة صامته على خدها..أحسست أنّي أهملت زوجتي.. كان المفروض أن أهتم بها وأقلّل من سهراتي.. خاصة أنّها في شهرها التاسع .
حملتها إلى المستشفى بسرعة..دخلت غرفةالولادة..
جعلت تقاسي الآلام ساعات طوال.. كنت أنتظر ولادتها بفارغ الصبر.. تعسرت ولادتها.. فانتظرت طويلاً حتى تعبت.. فذهبت إلى البيت وتركت رقم هاتفي عندهم ليبشروني. بعد ساعة.. اتصلوا بي ليزفوا لي نبأ قدوم سالم ذهبت إلى المستشفى فوراً،أول مارأوني أسأل عن غرفتها،طلبوا منّي مراجعة الطبيبة التي أشرفت على ولادة زوجتي .
صرختُ بهم: أيُّ طبيبة ؟! المهم أن أرى ابني سالم.
قالوا،أولاًراجع الطبيبة..دخلت على الطبيبة..
كلمتني عن المصائب ... والرضى بالأقدار .. .
ثم قالت : ولدك به تشوه شديد في عينيه ويبدوا أنه فاقد البصر !!
خفضت رأسي..وأناأدافع عبراتي..تذكّرت ذاك المتسوّل الأعمى الذي دفعته في السوق وأضحكت عليه الناس .
سبحان الله كما تدين تدان ! بقيت واجماً قليلاً.. لا أدري ماذا أقول.. ثم تذكرت زوجتي وولدي .. فشكرت الطبيبة على لطفها ومضيت لأرى زوجتي ..
لم تحزن زوجتي.. كانت مؤمنة بقضاء الله.. راضية. طالما نصحتني أن أكف عن الاستهزاء بالناس.. كانت تردد دائماً، لا تغتب الناس ..
خرجنا من المستشفى، وخرج سالم معنا.في الحقيقة، لم أكن أهتم به كثيراً.
اعتبرته غير موجود في المنزل. حين يشتد بكاؤه أهرب إلى الصالة لأنام فيها.كانت زوجتي تهتم به كثيراً، وتحبّه كثيراً. أما أنا فلم أكن أكرهه،
لكني لم أستطع أن أحبّه !
كبر سالم..بدأ يحبو..كانت حبوته غريبة.. قارب عمره السنة فبدأ يحاول المشي.. فاكتشفنا أنّه أعرج. أصبح ثقيلاً على نفسي أكثر. أنجبت زوجتي بعده عمر وخالداً. مرّت السنوات وكبر سالم، وكبر أخواه. كنت لا أحب الجلوس في البيت. دائماً مع
أصحابي. في الحقيقة كنت كاللعبة في أيديهم ..
لم تيأس زوجتي من إصلاحي . كانت تدعو لي دائماً بالهداية .لم تغضب من تصرّفاتي الطائشة، لكنها
كانت تحزن كثيراً إذا رأت إهمالي لسالم واهتمامي بباقي إخوته.
كبر سالم وكبُر معه همي. لم أمانع حين طلبت زوجتي تسجيله في أحدى المدارس الخاصة بالمعاقين. لم أكن أحس بمرور السنوات أيّامي سواء،عمل ونوم وطعام
وسهر.في يوم جمعة، أستيقظت الساعة الحادية عشر ظهراً. ما يزال الوقت مبكراً بالنسبة لي . كنت مدعواً إلى وليمة. لبست وتعطّرت وهممت بالخروج. مررت بصالة المنزل فاستوقفني منظر سالم. كان يبكي بحرقة! إنّها المرّة الأولى التي أنتبه فيها إلى سالم يبكي مذ كان طفلاً. عشر سنوات مضت ، لم ألتفت إليه. حاولت أن أتجاهله فلم أحتمل . كنت أسمع صوته ينادي أمه وأنا في الغرفة. التفت إليه،ثم اقتربت منه. قلت:سالم!لماذاتبكي؟!
حين سمع صوتي توقّف عن البكاء.فلما شعر بقربي، بدأ يتحسّس ما حوله بيديه الصغيرتين. ما بِه يا ترى؟! أكتشفت أنه يحاول الإبتعاد عني!! وكأنه يقول:الآن أحسست بي.أين أنت منذ عشر سنوات؟! تبعته ...كان قد دخل غرفته. رفض أن يخبرني في البداية سبب بكائه.حاولت التلطف معه .. بدأ سالم يبين سبب بكائه، وأناأستمع إليه وأنتفض.
أتدري ما السبب!! تأخّر عليه أخوه عمر، الذي اعتاد أن يوصله إلى المسجد. ولأنها صلاة جمعة، خاف ألاّ يجد مكاناً في الصف الأوّل. نادى عمر.. ونادى والدته .. ولكن لا مجيب .. فبكى .أخذت
أنظرإلى الدموع تتسرب من عينيه المكفوفتين .
لم أستطع أن أتحمل بقية كلامه. وضعت يدي على فمه وقلت : لذلك بكيت يا سالم!!..قال: نعم ..
نسيت أصحابي،ونسيت الوليمة .
قلت : سالم لا تحزن . هل تعلم من سيذهب بك اليوم إلى المسجد ؟
قال :أكيد عمر .. لكنه يتأخر دائماً ..
قلت : لا .. بل أنا سأذهب بك ..
دهش سالم ..لم يصدّق .ظنّ أنّي أسخر منه . استعبر ثم بكى . مسحت دموعه بيدي وأمسكت يده. أردت أن أوصله بالسيّارة.رفض قائلاً:المسجد قريب...
أريد أن أخطو إلى المسجد - إي والله قال لي ذلك .
لا أذكر متى كانت آخر مرّة دخلت فيها المسجد ، لكنها المرّة الأولى التي أشعرفيها بالخوف والنّدم على ما فرّطته طوال السنوات الماضية. كان المسجد مليئاً بالمصلّين،إلاّ أنّي وجدت لسالم مكاناً في الصف الأوّل. استمعنا لخطبة الجمعة معاً وصلى بجانبي... بل في الحقيقة أنا صليت بجانبه ..بعد إنتهاء الصلاة طلب منّي سالم مصحفاً. إستغربت!!
كيف سيقرأ وهو أعمى؟ كدت أن أتجاهل طلبه،لكني جاملته خوفاًمن جرح مشاعره.ناولته المصحف ... طلب منّي أن أفتح المصحف على سورة الكهف.أخذت أقلب الصفحات تارة وأنظر في الفهرس تارة حتى وجدتها.أخذ مني المصحف ثم وضعه أمامه وبدأ في قراءة السورة...وعيناه مغمضتان...يا الله !! إنّه يحفظ سورة الكهف كاملة!! خجلت من نفسي . أمسكت مصحفاً...أحسست برعشة في أوصالي... قرأت وقرأت..دعوت الله أن يغفر لي ويهديني . لم أستطع الاحتمال،فبدأت أبكي كالأطفال. كان بعض الناس
لا يزال في المسجد يصلي السنة ، خجلت منهم فحاولت أن أكتم بكائي . تحول البكاء إلى نشيج وشهيق ...لم أشعر إلا ّ بيد صغيرة تتلمس وجهي ثم تمسح عنّي دموعي. إنه سالم !!ضممته إلى صدري... نظرت إليه.قلت في نفسي،لست أنت الأعمى بل أنا الأعمى، حين أنسقت وراء فسّاقٌ يجرونني إلى النار.
عدناإلى المنزل.كانت زوجتي قلقة كثيراً على سالم، فتحول قلقهاإلى دموع حين علمت أنّي صلّيت الجمعة مع سالم،من ذلك اليوم لمتفتني صلاة جماعة في المسجد
هجرت رفقاءالسوء،وأصبحت لي رفقةخيّرة عرفتها في المسجد.ذقت طعم الإيمان معهم.عرفت منهمأشياء ألهتني عنهاالدنيا.لم أفوّت حلقة ذكرأوصلاة الوتر
ختمت القرآن عدّة مرّات في شهر.رطّبت لساني بالذكرلعلّ الله يغفر لي غيبتي وسخريتي من النّاس أحسست أنّي أكثرقرباًمن أسرتي.
أختفت نظرات الخوف والشفقة التي كانت تطل من عيون زوجتي. الابتسامة ما عادت تفارق وجه ابني سالم. من يراه يظنّه ملك الدنياوما فيها.
حمدت الله كثيراً على نعمه.
و ذات يوم...قرر أصحابي الصالحون أن يتوجّهوا إلى أحدى المناطق البعيدة للدعوة. تردّدت في الذهاب. أستخرت الله وأستشرت زوجتي. توقعت أنها سترفض...لكن حدث العكس ! فرحت كثيراً، بل شجّعتني
فلقدكانت تراني في السابق أسافردون إستشارتها
فسقاًو فجوراً.توجهت إلى سالم. أخبرته أني مسافر فضمني بذراعيهالصغيرين مودعاً،تغيّبت عن البيت ثلاثة أشهر ونصف ، كنت خلال تلك الفترةأتصل كلّما سنحت لي الفرصة بزوجتي وأحدّث أبنائي. أشتقت إليهم كثيراً...آآآه كم أشتقت إلى سالم
تمنّيت سماع صوته...هو الوحيد الذي لم يحدّثني منذ سافرت. إمّا أن يكون في المدرسة أو المسجد ساعة اتصالي بهم.كلّما حدّثت زوجتي عن شوقي إليه، كانت تضحك فرحاً وبشراً،إلاّآخرمرّة هاتفتها فيها
لم أسمع ضحكتها المتوقّعة. تغيّر صوتها ..
قلت لها: أبلغي سلامي لسالم، فقالت: إن شاء الله وسكتت...أخيراًعدت إلى المنزل.طرقت الباب. تمنّيت أن يفتح لي سالم،لكن فوجئت بابني خالد الذي لم يتجاوز الرابعة من عمره. حملته بين ذراعي وهو يصرخ: بابا..بابا لاأدري لماذا انقبض صدري حين دخلت البيت.أستعذت بالله من الشيطان الرجيم ..
أقبلت إليّ زوجتي،كان وجهها متغيراً. كأنها تتصنع الفرح . تأمّلتها جيداً ثم سألتها : ما بكِ ؟
قالت : لا شيء .
فجأة تذكّرت سالماً فقلت ..أين سالم ؟
خفضت رأسها.لم تجب.سقطت دمعات حارة على خديها
...صرخت بها ... سالم! أين سالم ..؟
لم أسمع حينها سوى صوت ابني خالد يقول بلغته: بابا...ثالم لاح الجنّة...عندالله...لم تتحمل زوجتي الموقف.أجهشت بالبكاء.كادت أن تسقط على الأرض فخرجت من الغرفة.
عرفت بعدها أن سالم أصابته حمّى قبل موعدمجيئي بأسبوعين فأخذته زوجتي إلى المستشفى .. فأشتدت عليه الحمى ولم تفارقه...حتى فارقت روحه جسده.

إذا ضاقت عليك الأرض بما رحبت ، وضاقت عليك نفسك بما حملت فاهتف ... يا الله
إذا بارت الحيل ، وضاقت السبل ، وانتهت الآمال، و تقطعت الحبال، نادي ... يا الله

لا إله إلا الله رب السموات ورب العرش العظيم

لا إله إلا الله وحدة لا شريك له له الملكـ وله الحمد وهو على كل شيء قدير
marai-j
marai-j

ذكر
تاريخ التسجيل : 07/07/2010
تاريخ الميلاد : 04/01/1960
الجدي
عدد المساهمات : 28
النقاط : 45
مزاجي : رايــــق وعال العال والحمد لله؛؛؛ ؛
سمعتي : 29
الموقع : بنغازى

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

قصـــــــة مؤثرة فيها الكثير من العظــــــة والعــــــبرة ؛؛؛؛؛ ؛ Empty رد: قصـــــــة مؤثرة فيها الكثير من العظــــــة والعــــــبرة ؛؛؛؛؛ ؛

مُساهمة من طرف admin الأربعاء يوليو 21, 2010 12:11 pm

لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم فعلا ياخ مرعي كما تدين تدان و الله فعلا الكتير من القصص تحدت متل هدا
انا لي شخص اعرفه امراته انجبت بنت تم ولد فقالوا لها سميه محمد فقالت لا ساسميه باسم تاني لانه موضه في تلك الايام و قالت ايضا انها ستنجب طفلا اخر و ستسميه محمد و بعدها انجبت بنت تم المره التانيه بنت و التالته و الاخيره !!!! بنت و الغريب ان الولد استغفر الله انا اسف لا اريد الضحك على خلق الله و لكن من باب دراستي لوضعه فهو قبيح و غبي نوع ما و ليس محبوب فتحسرت ان تنجب طفلا اخر و لكن شاء الله ان يكون لها 4 بنات و ولد
و من توقعاتي انه عقاب من الخالق عز و جل لانها استبدلت اسم الحبيب سيد الخلق باسم تاني و شيء اخر انها تظاهرت بعلم الغيب بانها ستنجب طفلا اخر و ستسميه محمد و الله المستعان قصـــــــة مؤثرة فيها الكثير من العظــــــة والعــــــبرة ؛؛؛؛؛ ؛ Icon_mad
admin
admin
Admin
Admin

ذكر
تاريخ التسجيل : 12/12/2009
تاريخ الميلاد : 18/10/1980
الميزان
عدد المساهمات : 338
النقاط : 14560
مزاجي : ممتاز الحمد الله
سمعتي : 6
الموقع : www.libya-almajd.ahladalil.com

https://libya-almajd.ahladalil.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى